ذكر مسؤولون غربيون أن القادة الأوروبيين يعتبرون عروض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقديم دعم جوي واستخباراتي، بمثابة الضوء الأخضر ليرسلوا قوات عسكرية أوروبية إلى أوكرانيا.
ويأتي هذا التطور رغم أن العقبة الكبرى ما زالت قائمة: لا توجد أي مؤشرات على استعداد روسيا لوقف القتال.
ومنذ أشهر، تقود باريس ولندن تحالفاً من الدول الأوروبية التي تسعى لوضع خطط لضمان أمن أوكرانيا بعد التوصل إلى هدنة مع روسيا، وتشمل هذه الخطط نشر قوات أوروبية على الأرض.
ووفقاً لمسؤولين أوروبيين وأميركيين، فإن الوفود الأوروبية التي زارت البيت الأبيض حصلت على موافقة مبدئية من واشنطن على لعب دور داعم، من خلال توفير قدرات إضافية للدفاع الجوي، والمساعدة في فرض منطقة حظر طيران، بالإضافة إلى قدرات المراقبة والاستطلاع.
وعلى الرغم من ذلك، شدد مسؤول أميركي على أن هذا "العرض يختلف عن الموافقة"، مؤكدًا أن "القرار النهائي لم يتخذه ترامب بعد، وفي هذا السياق، رفض الكرملين بشكل قاطع أي وجود لقوات أوروبية أو تابعة لحلف الناتو في أوكرانيا، واقترح بديلاً يتمثل في قوات حفظ سلام صينية، وهو اقتراح قوبل بفتور في العواصم الغربية.
لا يزال الانقسام واضحاً بين الأوروبيين حول حجم الالتزامات التي يمكن لكل دولة تقديمها. وتواجه بعض العواصم الأوروبية معضلات داخلية، خوفاً من أن يؤدي إرسال قوات إلى خسائر في الأرواح. وعلى الرغم من أن ألمانيا أظهرت استعداداً أكبر للنقاش، إلا أنها لم تقدم التزامات نهائية بعد. وفي المقابل، أبدت كل من فرنسا وبريطانيا استعدادهما المبدئي لنشر قوات، لكن النقاشات حول حجم المشاركة وكيفية الرد في حال خرق روسيا لأي اتفاق لا تزال مستمرة.
ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل أساسي على مساهمة الولايات المتحدة في القوة الجوية والاستخبارات، فالدعم الأميركي مشروط بأن يتولى الأوروبيون زمام المبادرة ويظهروا قدرتهم واستعدادهم الفعلي للمشاركة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن وزراء الدفاع الأوروبيين أتموا خططاً "سرية للغاية" لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، وأشار ماكرون إلى أن بلاده وشركاءها مستعدون لتقديم هذه الضمانات يوم توقيع اتفاق السلام، لكنه أكد أن "السؤال الآن هو صدق روسيا".
المحرر: عمار الكاتب