الاثنين 16 جمادى الآخرة 1447هـ 8 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
دراسة: الغضب والشعور بالظلم أقوى محفزات الألم المزمن
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 08
0

أظهرت دراسة دولية حديثة أن الغضب والشعور بالظلم قد يشكلان محفزات أقوى للألم المزمن مقارنة بالتوتر نفسه، حيث كشفت النتائج أن طريقة شعور المرضى بالغضب وتعاملهم معه تلعب دوراً أساسياً في تحديد شدة الألم واستمراره على المدى الطويل.

الدراسة التي شملت أكثر من 700 شخص يعانون من آلام مزمنة، ركزت على العلاقة بين أنماط الغضب والشعور بالظلم ومستوى الألم الذي يعيشه المرضى يومياً. واعتمد الباحثون من جامعات ستانفورد وبوسطن وإنسبروك على تحليل الأنماط الكامنة لتحديد كيفية اختلاف الأفراد في تجربة الغضب والتعبير عنه والتحكم فيه، إضافة إلى مدى شعورهم بأن حالتهم الصحية تمثل ظلماً أو خسارة غير قابلة للتعويض.

ووجد الفريق البحثي أن المرضى الذين أظهروا مستويات متوسطة إلى عالية من الغضب والشعور بالظلم كانوا الأكثر تعرضاً لآلام أشد انتشاراً، مع زيادة مستويات الإعاقة والانزعاج النفسي. وفي المقابل، كان الأشخاص الذين تمكنوا من تنظيم غضبهم والتعامل معه بفعالية أكثر قدرة على التحسن بمرور الوقت.

وقال قائد الدراسة، غادي جيلام، رئيس مختبر tSCAN لعلم الأعصاب العاطفي والاجتماعي:

“الغضب ليس سيئاً في حد ذاته؛ فهو إشارة عاطفية طبيعية يمكن أن تدعم رفاهية الإنسان عند تنظيمه بشكل صحيح. لكن عندما يقترن بالشعور بالظلم، فإنه يدفع الأفراد إلى دوامة من المعاناة النفسية والجسدية التي تزيد من حدة الألم المزمن.”

وأكد الباحثون أن أنماط الغضب يمكن أن تتنبأ بنتائج الألم المستقبلية حتى بعد الأخذ بالحسبان عوامل مثل القلق والاكتئاب، ما يجعلها علامات تشخيصية مبكرة تساعد في تحديد المرضى الأكثر عرضة لتفاقم الألم المزمن.

وتشدد الدراسة على أهمية تدخلات علاجية تستهدف التنظيم العاطفي وإدراك الظلم، مثل العلاج بالوعي الذهني، والعلاج القائم على التعاطف، وأساليب التعبير العاطفي، معتبرة أن فهم البعد العاطفي للغضب يمثل خطوة أساسية نحو رعاية شاملة للألم المزمن—لا تركز على الأعراض فقط، بل على الإنسان ككل.

المحرر: حسين هادي



التعليقات