أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، أن إيران لا تثق إطلاقاً بالولايات المتحدة كمفاوض صادق، مشدداً على أن التجارب السابقة أثبتت، بحسب تعبيره، افتقار واشنطن للمصداقية في مختلف الملفات، رغم استمرار طهران في السعي لاستخدام القنوات الدبلوماسية.
وقال عراقجي، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي توجهوا إلى الدوحة لإعلان التضامن مع قطر عقب استهداف إيران قاعدة أميركية على أراضيها، مبيناً أنه تواصل مع نظرائه في الدول الست وطلب إدراج اسمه ضمن بيان التضامن تأكيداً لموقف إيران الداعم لقطر.
وأوضح أن بلاده لا تواجه أي مشكلة مع قطر، وأن الهجوم لم يكن موجهاً ضدها، بل استهدف قاعدة أميركية، معرباً عن أسفه لوجود هذه القاعدة على الأراضي القطرية.
وجدد وزير الخارجية الإيراني تأكيده انعدام الثقة بالولايات المتحدة كمفاوض، معتبراً أن فقدان الثقة تراكم على مدى سنوات، رغم مشاركة إيران في جولات تفاوض سابقة دون قناعة كاملة بصدق الطرف الأميركي.
وفي محور آخر، أشار عراقجي إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث جعلت مسار الدبلوماسية أكثر تعقيداً، ووجّهت، بحسب وصفه، ضربة يصعب تعويضها للجهود الدبلوماسية.
كما لفت إلى أن مفاوضات جرت بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أسفرت عن إعداد إطار تعاون وُقّع بينه وبين مدير الوكالة رافائيل غروسي في القاهرة، معتبراً ذلك دليلاً على حسن نية طهران واستعدادها للتعاون.
وأضاف أن هذا الإطار جرى تجاهله بالكامل، في وقت أقدمت فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية داخل مجلس الأمن على تفعيل آلية “سناب باك” وإعادة القرارات السابقة، مؤكداً أن اتفاق القاهرة فقد فاعليته، وأن إيران ستعيد النظر في شكل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال المرحلة المقبلة.
المحرر: عمار الكاتب
