الأربعاء 25 جمادى الآخرة 1447هـ 17 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
دراسة وراثية تكشف سرّ طول العمر لدى المعمّرين
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 17
0

كشفت دراسة علمية حديثة عن مؤشرات وراثية قد تسهم في فهم أسباب طول العمر، بعدما أظهرت ارتباطاً واضحاً بين جينات المعمّرين المعاصرين وأصول بشرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

وأجرى باحثون من جامعة بولونيا الإيطالية تحليلاً جينياً شمل أكثر من ألف شخص من سكان إيطاليا، بينهم 333 شخصاً تجاوزوا سن المئة عام، حيث جرى مقارنة نتائجهم بجينومات بشرية قديمة تعود لرعاة العصر البرونزي ومزارعي العصر الحجري الحديث في الشرق الأوسط.

وأظهرت النتائج أن المعمّرين يميلون إلى امتلاك نسب أعلى من الجينات المرتبطة بجماعات الصيادين وجامعي الثمار الذين عاشوا في غرب أوروبا خلال العصر الحجري الوسيط، أي قبل ما بين 9 آلاف و14 ألف عام، وهي جماعات عُرفت بقوتها البدنية وتكيّفها مع البيئات الطبيعية بعد العصر الجليدي.

وبيّن الباحثون أن نمط حياة تلك المجتمعات القديمة، القائم على الصيد وجمع الموارد الطبيعية المتنوعة مثل الجذور والبندق والغزلان، قد ترك بصمة وراثية مستمرة حتى اليوم، تسهم في تعزيز الصحة وطول العمر.

وأوضح فريق البحث أن هذه الدراسة تمثل أول دليل علمي واضح يربط بين الأصول الوراثية للصيد وجمع الثمار وطول العمر، إذ تبين أن المعمّرين يحملون طفرات جينية مرتبطة بهذه الأصول أكثر من غيرهم، في حين لم تُظهر المكونات الوراثية الأخرى التأثير ذاته.

وأكد الباحثون أن الآليات البيولوجية الدقيقة التي تفسّر هذا الارتباط لا تزال غير مفهومة بالكامل، ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية لفهم دور هذه الجينات في إطالة العمر.

ويُعد الصيد وجمع الثمار أقدم أنماط المعيشة البشرية، إذ اعتمد الإنسان عليهما منذ نحو مليوني عام، وعاشت تلك الجماعات في مجموعات صغيرة متنقلة، قبل أن يبدأ التحول إلى الزراعة قبل حوالي 12 ألف عام.

ورغم اندثار هذا النمط في معظم أنحاء العالم، لا تزال بعض المجتمعات القليلة، مثل قبيلة الهادزا في تنزانيا، تحافظ على هذا الأسلوب التقليدي في الحياة.

ويجمع الخبراء على أن العوامل الوراثية وحدها لا تكفي لتفسير طول العمر، إذ تلعب أنماط الحياة الصحية، والنشاط البدني، والروابط الاجتماعية القوية، والشعور بالهدف دوراً أساسياً، وهي سمات بارزة في ما يُعرف بـ”المناطق الزرقاء”، حيث ينتشر المعمّرون حول العالم.

المحرر: حسين هادي



التعليقات